ضرب سد النهضة .. مصر وإثيوبيا طبول الحرب تقرع من جديد


ضرب سد النهضة .. مصر وإثيوبيا طبول الحرب تقرع من جديد 



مصر وإثيوبيا لم تكن مشاكلهم على مياه نهر النيل فقط ولكن هناك الكثير من الصراعات التي نشبت بين الدولتين تاريخياً ، لم يقتص من التاريخ ما كتبه عن مشاكل مصر وإثيوبيا ، ولكن سجل الصراع الدائر بين الدولتين منذ عصر الأسرات الفرعونية الى وقتنا هذا ولعل أخرهم مشكلة سد النهضة .

مصر وإثيوبيا عاشوا ازمة طاحنة في عصر الخديوي إسماعيل الذي وقع في فخ الإغرائات الذي رسمه له الجنرال الفرنسي بيسون حيث اقنعه الاخير بإخضاع إقليم الحبشة بالقوة ، من اجل إقامة مزارع للقطن تحت حماية مصر وهو ما وافق عليه الخديوي وبدأ التخطيط له .

سيناريو حرب مصر وإثيوبيا

سيناريو حرب مصر واثيوبيا المتوقع حدوثه في اي لحظة بسبب ازمة بناء سد النهضة الذي يمثل خطورة على مياه نهر النيل المتدفقة الى مصر ، وهو ما قد تنعكس تابعاته على خروج محطات مياه الشرب عن العمل ، بجانب بور ملايين الفدادين من الاراضي الزراعية تباعاً والتي يقدر حجمها بـ8 ملايين فدان.

سيناريو حرب مصر واثيوبيا لم يكن الأول  فهناك حرب  دارت بين مصر واثيوبيا ، وقتما كانت الأخير تسمى بالحبشة ويحكمها الأمبراطور يوحناس الرابع الذي كان يعاني من الصراعات الداخلية والثورات ضده في ذلك الوقت ، وهو ما كان يجعله اضعف من ان يشن حرب ضد مصر التي كان يحكمها الخديوي إسماعيل ، الطامع في إقامة مزارع للقطن كما ذكرنا .

مصر تعلن الحرب على إثيوبيا

مصر تعلن الحرب على إثيوبيا في الوقت الذي كان الخديوي إسماعيل قد قرر الهجوم على إثيوبيا والتي كانت تدعى بالحبشة وقتها جائته إستغاثة من المسلمين الإثيوبين بمحاولة الإمبراطور يوحناس الرابع تنصيرهم او مصادرة املاكهم، وهو ما عجل في غزو الخديوي لإثيوبيا .

 مصر تعلن الحرب على إثيوبيا في 11 اكتوبر عام 1857 ميلادياً سيطرت القوات المصرية على ميناء زيلع ثم إستولت على إمارة هرر الإسلامية ، وذلك حدث بدعوى من أميرها ، فيما اعتبرت الحبشة الإستلاء على تلك المنطقة الإسلامية المتمرده غير مرحب به .

ثم تقدمت القوات المصرية بإتجاه شمال إثيوبيا وبالتحديد الى ميناء مصوع ، من هنا إستنجد الإمبراطور يوحناس الرابع بالبريطانيين ، وبدأ يستعطفهم بأنسحاب قواته امام مصر حتى يعجل في رد الإنجليز  ضد المصريين .

بدأت الكفة تميل الى الجيش الإثيوبي بعدما استجابت بريطانيا وارسلت خبراء عسكريين الى الحبشة، كما زودتهم بمدافع حديثة في ذلك الوقت ، من هنا اعد يوحناس الرابع العدة لمواجهة المصريين ، ونشبت المعركة الكبرى في يوم 16 نوفمبر عام 1857 واجه الجيشان مصر وإثيوبيا بعضهم البعض في معركة سميت بـ"كوندت".





هزيمة الجيش المصري من إثيوبيا

قاد الجيش المصري مجموعة من الأمريكان والأوربيين ، وبسبب عدم علمهم الجيد بالمنطقة الحبشية ، إستدرجهم جيش الاخير الى واديي ضيق وفتحوا عليهم المدفعية من اعلى قمم الجبال ، وهو ما تسبب في إستشهاد أكثر من 2700 من الجيش المصري من اصل 300 الاف .

حرب إثيوبيا الثانية

بعد الهزيمة التي تلقاها الخديوي إسماعيل على يد الحبشة ، اصدر قرار بعدم الإفصاح عن تفاصيل المعركة للشعب المصري ، حتى لا تنجرف البلاد الى موجة من الإحتجاجات على ما حدث ، ثم اعد إسماعيل العدة وجهز قوة مصرية اخرى للخروج الى الحبشة ، من اجل الثأر منهم .

وعندما وصلت تلك القوة الى ارض المعركة اشتبكت مع القوات الحبشية في معركة سميت وقتها بـ"كورا"، وذلك في 7 -9 مارس عام 1876، ولكن تلقى الجيش المصري هزيمة اخرى من الإمبراطور يوحنا الرابع الذي قاد الجيش الحبشي بنفسة في تلك المعركة ، بجانب القائد رأس علولا إنكيدا .


المسافة بين مصر وإثيوبيا

المسافة بين مصر وإثيوبيا كانت من ضمن اسباب هزيمة الجيش المصري في عام 1857 ، خاصة وان في ذلك الوقت لم يكن هناك وسائل مواصلات تنقل الجنود الى إثيوبيا في زمنقياسي كما هو متعارف عليه الأن من طيارات وخلافه ، حيث ان المسافة بين مصر وإثيوبيا تقدر بحوالي 2,213 كيلو متر.

ضرب سد النهضة

من المتوقع ان تشهد الفترة المقبلة صراع اكثر شراسة بين مصر وإثيوبيا بسبب بناء الاخير سد النهضة ، الذي يحرم مصر من معظم حصتها التاريخية والتي تقدر بحوالي 55 مليار متر مكعب ، ناهيك عن ان المياه هي شريان الحياة بالنسبة للمصريين فمن الصعب ان تمنع دولة بحجم إثيوبيا المياه عن الشعب المصري المقدر تعداده بأكثر من 100 مليون نسمة ، وهو ما يجعل الاخير يفكر بشكل جدي في ضرب سد النهضة .