فتح الأندلس .. عندما كنا عظماء

فتح الأندلس .. عندما كنا عظماء 

فتح الاندلس من الفتوحات التي يعتز بها تاريخنا الإسلامي ومازال يرددها ويتباها بها المسلمين ، نظرا لما حققة الفتح من نتائج مبهرة للإسلام ، خاصة وان الاندلس كانت من المناطق المستعصية التي يصعب غزوها في تلك الحقبة من الزمن ، وعلى الرغم من ضياعها من المسلمين ولكن كل ركن فيها شاهداَ على الحضارة الإسلامية التي مازالت تقف مبانيها شامخه الى وقتنا هذا تعكس جمال وحضارة وتقدم المسلمين يوماً ما .

فتح الاندلس لن يقل شيءً عن فتح السلطان محمد الفاتح لـ"القسطنطينية"، فكلهما خلد في التاريخ بحروف من ذهب يعتز بكلمتها كل مسلم مؤمن بكتاب الله ، ويعيش على ذكراها الموحدون ، حيث ان تلك الفتوحات تشعرهم بحلاوة الإنتصار في سبيل الله ، لاسيما وان مر على اخر الفتوحات الإسلامية مئات السنين ولكن عبق التاريخ الإسلامي وعمارته مازال يتألق في أعتى المدن الأوربية التي فتحت على يد المسلمين في وقتاً ما وضاعت في غفلة منهم ، ولكن العمارة الإسلامية التي شيدت في تلك المدن عند النظر إليها تشعر وكأن لسان حالها  يقول:" يوماً ما سيعود المسلمين لكتابة التاريخ من جديد" .

في أي عهد فتح المسلمون الأندلس

فتح الاندلس كانت فكرة طراود الخليفة عثمان بن عفان ، حتى جاء موسى بن نصير قائد لدى الدولة الاموية ليعمل على ارض الواقع من اجل التجهيز لفتح الاندلس فارسل الى طارق بن زياد ، ليستفسر منه عن بحر شديد الاهوال قريب من الاندلس ، من هنا اخبرة طارق انه ليس بحر ولكنه خليج ، وهو ما شجع بن نصير لأرسال اكثر من 400 جندي مقاتل ومائة فارس باحصناتهم ، تحت قيادة طريف بن مالك ، واستطاعوا ان يغنموا الكثير من الغنائم ، وهو ما شجع نصير على الترتيب من اجل فتح الاندلس .

من فتح الأندلس وفي أي عام

بعد ان إستطاع طريف بن مالك من تحقيق انتصار كبير بجنوده الخمس مائة ، التي ارسله بهم القائد موسى بن نصير من اجل إستكشاف جزيرة سميت بعد ذلك بجزيرة طريف نسبتاً له ، جاء موسى بقرار فتح الاندلس  ووكل المهمة الى القائد طارق بن زياد  وزودة بـ7000 ألاف جندي معظمهم من البربر مدعومين من العرب ، فتحرك طارق بن زياد باتجاه الاندلس عام 92 هجرياً 711 م ، ووصل الى جبل "كلبة" الذي بات اليوم ينسب اسمه الى اسم القائد العظيم طارق بن زياد ، من هنا وصل الخبر الى رودريك ملك قوطي والمعروف في المصادر الإسلامية بأسم "لذريق"، فجهز جيشاً قوامه 100 الف مقاتل ، وتحرك بهم الى عاصمته طليطلة ، وهنا علم طارق بن زياد بتعداد جيش رودريك ، فأرسل الى القائد موسى بن نصير واخبره بالحشود فسارع الأخير بأرسال مدد يضم 5000 جندي ليكون مجموع جيش طارق بن زياد 12000  الف جندي مقاتل وفي 28 رمضان عام 92 ه 711 م، التقى الجيشان عند وادي لكة ، وبالتحديد جنوب بحيرة خنذة القريبة من شذونة، وإستطاع المسلمين دحر جيش رودريك ، الذي فر هارباً مختفياً عن الانظار الى وقتنا هذا .

في أي عهد فتح المسلمون الأندلس

لم يتوقف الأمر هنا حيث أمر طارق بن زياد بتقسيم جيشة الى مجموعات فأرسل مجموعه منهم مقدرة بـ700 جندي الى "قرطبة"، وعدد من الجنود الأخرين تم ارسالهم الى إلبيرة ورية، ثم توجه بن زياد مع جيشه الى طليطلة ، ونجح المسلمين في فتح كل المناطق التي ارسلوا لها ، ليخبر بعدها طارق بن زياد موسى بن نصير بالفتح ، والذي طالبه بالتوقف مؤقتاً ثم قام بإنابة نجلة عبالله على القيروان ، واتجه الى الاندلس في رجب عام 93 هجرياً ، ولكن سلك طريق مغاير تماماً لما سلكة طارق وجيشة ، حيث فتح موسى بن نصير في طريقة شذونة وقرمونة وإشبيلية وباجة وماردة .

فتح الأندلس مختصر

فتح الاندلس لم يكن بالسهولة التي يتخيلها البعض ، لاسيما وان اهالي إشبيلية ثارو على الحامية المسلمة هناك وقتلوا جميع جنودها، فأرسل لهم موسى بن نصير نجلة عبد العزيز ففتحها للمره الثانية ، فيما اخبر موسى طارق بن زياد بعدم استكمال الفتح والوقف في طليطلة ، الى ان جاء موسى من اجل دخولها ، من هنا تحرك طارق وتقابلوا في طلبيرة ، وسارا الأثنين حتى فتحوا سرقسطة وجميع مدنها .

خريطة فتح الاندلس

الاندلس كانت مركزها دولة اسبانيا حالياً كما كانت تضم جزء من البرتغال وحدود فرنسا ، فيما تطل على البحر الأبيض المتوسط ، ناهيك عن سواحلها التي تطل ايضاً على المحيط الاطلسي ، وهو ما يجعلها تمركز للتحكم في مضيق جبل طارق .

خريطة فتح الاندلس

خطبة طارق بن زياد في فتح الاندلس

طارق بن زياد كان لبق في الحديث وهو ما جعله يلقي خطبة في جنوده قبل الفتح زادت من حماساتهم وساعادتهم بشكل كبير على الفتح ، وتعتبر تلك الخطبة من اشهر الخطب الحربية التي قيلت في التاريخ، حيث ان تلك الخطبة قد شكك فيها الكثير من علماء التاريخ نظراً لبلاغتها اللغوية ، مستندين الى ان طارق لم يكن يتحدث العربية بطلاقة لكونة بربرياً ، حيث جاءت مقدمة كلمات بن زياد عن حمد الله وثناء على نعمته ، تلاها كلمات عن الجهاد والشهادة في سبيل الله رفعت من روح المسلمين حيث قال جملته الشهيرة :"ايها الناس أين المفر البحر من ورائكم والعدو امامكم فليس لكم والله إلا الصدق والصبر.

ثم بدأ يحدثهم عن ان وجودهم في تلك الجزيرة إذا لم يهزموا عدوهم فسيكون مصيرهم كالأيتام في مادب اللئام، وان سيوفهم فقط هي التي يمكن ان يلجأو لها بعد الله ، من اجل رفع كلمته ، وان اكثر ما يتمناه المرأ هو الشهادة في سبيلة .


خطبة طارق بن زياد في فتح الاندلس



قادة فتح الأندلس

  • موسى بن نصير
  • طارق بن زياد
  • طريف بن مالك
  • عبد العزيز بن نصير
  • عبدالله بن نصير

اساطير فتح الاندلس


موسى بن نصير بن عبد الرحمن بن زيد من اساطير فتح الاندلس اسمه موسى بن نصير ولد في 19هجرياً 640 ميلادياً ، كان قائد مقدام شجاع في الدولة الأموية ، لم يكن فتح الاندلس ، هو الفتح الوحيد الذي شارك فيه ولكن هناك فتوحات اخرى ، على رأسها فتح قبرص تزامناً مع عهد الخليفة الأموي معاوية بن ابي سفيان .

تقلد موسى بن نصيير عدت مناصب الى ان عينة الخليفة الوليد بن عبد الملك والياً على افريقيا، كان يتمتع نصير بالذكاء العسكري ، الذي أهله لينهي مشاكل البربر للخروج من تابعية الدولة الأموية ، توفى عام 97 هجرياً .

اما الاسطورة الثانية فهو طارق بن زياد ، على الرغم ان سنة ميلاده محل إختلاف إلا ان بعض المؤرخين اجمعوا على انه ولد في عام 50 هجرياً 670 ميلادياً ، ينسب اسمه الى جبل طارق قاد الفتح الإسلامي في شبه الجزيرة الأيبرية ، في عام 711 الى 718 ميلادياً ، وذلك في عهد الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك .

انهى طارق بن زياد حكم الغوط الغربيين هسبانيا ، يعتبر طارق بن زياد من اشهر واكثر القادة الإسلاميين شهرة بفتوحاته وغزواته التي انتصر فيها كقائد، اختلف المؤرخين حول اصوله فمنهم من اكد انه عربي الاصل واللكنة ومنهم من نسبه الى الأفارقة البربر ، توفى طارق بن زياد عام 101 هجرياً في دمشق ، التابعة للدولة الاموية .