خير الدين بربروسا العثماني الذي أرعب البابا .. كيف أذل الصليبيين؟

خير الدين بربروسا العثماني الذي أرعب البابا .. كيف أذل الصليبيين؟

خير الدين بربروسا

خير الدين بربروسا القائد البحري العثماني العظيم شقيق عروج بربروسا . والمعرفون تاريخياً بالأخوان بربروسا ، لاسيما وانهم كانوا أربع أشقاء هم "عروج بربروسا، وخير الدين بربروسا، وإلياس، وإسحق"، يجاهدون في سبيل الله ضد الصليبيين، وإستطاعوا دحر الأوربيين في أكثر من موقعه وإنقاذ الاف المسلمين الموريسكيين المضطهدين بإسبانيا، تولى خير الدين بربروسا القيادة بعد إستشهاد شقيقة الأكبر عروج بربروسا، الذي إستشهد بعد ان أسس الثنائي دولة عاصمتها الجزائر، وتم ضمها الى الدولة العثمانية التابعين لها، خير الدين بربروسا فرض سيطرة الدولة العثمانية على البحر المتوسط لمدة ثلث قرن، لم يستطيع الصليبيين خلال تلك المدة ان يرفعوا رؤسهم التي من المحتمل ان تتطاير بفعل رجال خير الدين بربروسا المجاهدين، وصلت شهرة خير الدين بربروسا الى ربوع الأرض، بعد إنتصاراته المتتالية على الصليبيين في أكثر من معركة بحرية، ولعل اشهرها عندما إنتصر على تحالف السبع دول الصليبيية بمعركة تعرف بأسم "بروزة" .

فيلم قراصنة الكاريبي ومحاولة تشوية خير الدين بربروسا

خير الدين بربروسا كان من أهم وأعظم البحارة الإسلاميين الذين جاءو في التاريخ، وبسبب ما قدمه للإسلام حاول الغرب ان يشوه صورته فما كان عليهم إلا ان يفكروا في طريقة للنيل من خير الدين بربروسا الذي اذل اجدادهم الصليبيين، فكانت فكرتهم هو تحويله الى قرصان بحري يستبيح أموال كل التجار الذين ينقلون بضائعهم عن طريق البحر، وهو ما حدث في فيلم "جزر الكاريبي"، الذي ظهر فيه قرصان بأسم الكابتن بربروسا، ناهيك وانه يحمل نفس اسم "خير الدين بربروسا"، المجاهد الذي ارعب الصليبيين وملوكهم، وتاريخه شاهد على ما قدمه للأمه الإسلامية هو واشقائه الأربع الذين إستشهدوا جميعاً في سبيل الله، لذلك سنتناول في تلك المقالة ابرز محطات في تاريخ خير الدين بربروسا أمير البحار.

نشأت خير الدين بربروسا

خير الدين بربروسا او كما أشارت بعض المصادر ان اسمه الحقيقي هو "خسروف"، ولكنه اشار ايضاً خلال مذكراته ان اسمه "خضر"، تعدت المصادر حول اصل خير الدين بربروسا واشقائه، ولكن الأرجح انهم من اب ألباني يدعى أبو يوسف نور الله أغا التركي، أحد المجاهدين الذي شاركوا في فتح "ميديلي"، مع القائد محمد الفاتح، اما بالنسبة لوالدتهم فكانت إندلسية من أوربا وقد عانت الأمرين من إضطهاد الصليبيين لها حتى إستطاعت ان تهرب منهم بصعوبه، على الرغم ان بعض المصادر تشير الى ان ام بربروسا كانت من "ميديلي، التي شارك في فتحها والدهم.

الاخوان بربروسا

ولد خير الدين بربروسا عام 1466 ميلادياً، على الرغم من ان بعض المصادر تشير الى ان مولده كان عام 1478، او 1466، ترتيب أشقائه من الكبير الى الصغير كالتالي:"إسحاق، وعروج، وإلياس، وخير الدين"، اشار الكثير من المؤرخين ان الأربع أشقاء نشأو في "ميديلي"، على الإسلام، خير الدين بربروسا اكتسب أسمه بعد ان انقذ الاف المسلمين من ايدي الصليبيين، فأطلقوا عليه هؤلاء المسلمين اسم خير الدين نسبتاً للخير الذي فعله من أجلهم، فيما اطلق الإيطاليين أسم "بربروسا"، على عروج وخير الدين نسبتاً الى ذقونهم الحمراء، هذا الأسم من الممكن ان يكتب بأكثر من طريقه بالعربية منها "بربروس، وبربروسا، وباربروس، وباربروسا"، وجميعهم صحيح، لاسيما وان الكلمة نقلت الى اللغة العربية بحروفهاكما هي.



إستشهاد إلياس واسر عروج بربروسا

مر الاخوان بربروسا بالكثير من الأزمات طيلت فترة جهادهم، ومن ضمن تلك الأزمات كانت مقتل شقيقهم إلياس، عندما كان بصحبة عروج بربروسا اثناء العمل في نقل بضائعهم الى طرابلس الشام، فصادف مرور فرسان "المشفى"، الذين احتلوا جزيرة "رودس"، واستخدموها للقرصنه على سفن المسلمين، من هنا هاجم هؤلاء الصليبيين سفينة عروج بربروسا وإلياس، الذين دافعوا بكل ما اوتيهم من قوه ضد كثرة هؤلاء الفرسان، حتى إستشهد إلياس وتم اسر عروج بربروسا ، سمع بالخبر شقيقهم الثالث خير الدين بربروسا ، فإصطحب معه صديقة "غريغو"، الذي كان على علاقة طيبه بفرسان "رودس" الى مدينة "بودروم"، ودفع خير الدين اموال، لكي يعطيها الى فرسان "رودس"، ويحرر بها شقيقه، ولكن "غريغو"، اخذ المال لنفسه واخبر الفرسان ان خير الدين شقيق "عروج"، متواجد في "بودروم"، من اجل إطلاق سراح شقيقه، من هنا عرف فرسان "رودس"، أهمية عروج المالية والبحرية هو وشقيقه فشددو الحراسة عليه وزادو في تعذيبه بطريقة موحشة، وبعد مرور فترة من الزمن نقل عروج ليعمل في التجديف على سفينة تابعه لفرسان "رودس"، متجهه الى "أنطاليا"، لاسيما وان تلك السفينة كانت تنقل الأسرى الذين تم الإفراج عنهم بعد ان دفع الأمير شاهزادة بن السلطان العثماني بايزيد الثاني فدية هؤلاء كما هو معتاد ان يفعل، ولكن لم يوافق فرسان "رودس"، على ان يتم عتق عروج ضمن الصفقة، نظراً لأهميته الكبيرة بالنسبة لهم، وفي مفاجأة كبيرة إستطاع عروج ان يفك قيده ويهرب بعد ان قفذ الى البحر وسبح الى ان وصل الى ساحل قرية تركية، ونجح في ارسال رسالة الى عائلتة يطمئنهم بها عن انه نجى من الأسر، وعمل عند ريس قبطاناً بحرياً يمتلك سفينة ينقل بها البضائع من انطاليا الى الإسكندرية.

خير الدين بربروسا معركة بروزة

خير الدين بربروسا ومعركة بروزة البحرية الأكبر في التاريخ الإسلامي

خير الدين بربروسا كان قائد عثماني غير عادي، لاسيما وانه إستطاع ان ينتصر في الكثير من المعارك البحرية الكبيرة ولكن معركة بروزة البحرية لم تشهدها الدولة الإسلامية منذ نشأتها، فكانت المعركة الأكبر في التاريخ الإسلامي، نشبت معركة "بروزة"، او كما يسميها البعض "بريفزا"،  في عام 945 هجرياً، 28 سبتمبر 1538 ميلادياً، وقعت بالتحديد في اقليم أكتيوم المتواجد غربي اليونان، شهدت معركة "بروزة"، تحرك اوربا بأكلمها بأمر من البابا الصليبي في روما، فكانت النتيجه تحرك اسطول مكون من 600 قطعة بحرية تحمل 60 ألف جندي صليبي من النمسا وإسبانيا والبندقية، بقيادة القائد البحري أندريا دوريا، الذي صنف اعظم قائد بحري في اورباـ اما في المقابل فكانت القوات العثمانية تتكون من 20 ألف جندي فقط محملين في 122 سفينة.

تقابلت القوات الصليبية وقوات خير الدين بربروسا الذين ظهروا فجأة أمام العدو الصليبي مما تسبب في إرتباك الأخير فنتج عنه تناثر السفن يمينا ويساراً من شدة الصدمة، وهرب القائد الصليبي العظيم أندريا دوريا، وخسرت القوات الصليبية المعركة بعد مرور 5 ساعات فقط، وهو ما جعل اوروبا تهتز من الصدمة، لاسيما وان الخسائر في صفوفهم كانت كبيرة، حيث تم تدمير 13 سفينة من سفن التحالف بجانب إعطاب 110 سفينة أخرى، ناهيك عن اسر 36 سفينة بمن فيهم والمقدر عددهم بـ3000 أسير صليبي، في المقابل لم يخسر خير الدين بربروسا اي سفينة من السفن العثمانية، من وقتها أعتبر يوم نشوب معركة "بروزة"، هو يوم البحرية التركية.