مصر وإثيوبيا حرب المياه الضائعة . . هل تفشل محاولات تعطيش "طيبة"


مصر وإثيوبيا حرب المياه الضائعة . . هل تفشل محاولات تعطيش "طيبة" 

مصر وإثيوبيا حرب المياه الضائعة

مصر وإثيوبيا حرب المياه الضائعة لا يخفى على احد ان هناك ازمة كبيرة تعيشها مصر بسبب تعنت إثيوبيا للمضي قدماً في حجز مياه نهر النيل الأزرق ، والتي تمثل 80% من المصدر الأساسي لتغذية نهر النيل ، الذي يعتبر شريان الحياة بالنسبة للمصريين ، لاسيما وان مياه نهر النيل هي المصدر الأول للشرب للشعب، ناهيك عن ان أكثر من 8 مليون فدان يتم ريهم بتلك المياه ، وهو ما يشير الى حرب مياه قادمة سيكون بطليها مصر وإثيوبيا وهو الحل الاخير بعد تعنت الإثيوبين في مليء الخزان، الذي سيخزن حوالي 74 مليار متر مكعب من المياه خلفة، ناهيك عن الشقوق والطربة التي ستبتلع أكثر من 26 مليار متر مكعب ليكون المجموع 100 مليار متر مكعب ، وهو ما يشير الى نقص كبير في مياه النيل المصرية مما ينذر بقوة لحرب ما بين مصر وإثيوبيا.

مصر وإثيوبيا تاريخ من الصراع على مياه النيل

كثيراً ما نشبت صراعات بين مصر وإثيوبيا على مياه النيل فمنذ العصور القديمة ونهر النيل بمثابة الحياة للمصريين، ناهيك عن تقديسهم له في عصور ما قبل الميلاد ، ولكن دائماً المصري يعرف ان اكثر ما يمثل خطورة على شريان النيل هو دول المنبع اي بلاد الحبشة، حيث ان إثيوبيا  لها باع طويل في السيطرة على المياة المتدفقة الى مصر من اجل تعطيشها دون إبداء اسباب معلنة ، لاسيما وان هناك عدة دوافع الأن وراء بناء سد النهضة تظهر جلياً على عكس الفترة الماضية التي لم يكن هناك دوافع للحبشة من أجل منع مياه النيل عن مصر .

مصر تنهار بدون مياه النيل

لا شك ان ما قبل بناء السد العالي كانت تعيش مصر على "كف عفريت"، حيث ان المياه تمثل الحياة للمصريين منذ قديم الأزل ، ولكن هناك فترات عجاف كانت تمر على مصر، وهي فترة الجفاف مما تسبب في الكثير من الأزمات والكوارث للمصريين ومنهم واعنفهم على سبيل المثال "الشدةالمستنصرية "، الأولى والثانية والتي حدثت في عصر المستنصر بالله الفاطمي ، وادت الى عطش المصريين كما ان الأراضي الزراعية أصبحت بور وتأن من قلة المياة ، ناهيك عن تخريب الجنود السودانين التابعين للدولة الفاطمية ادوات الري التي كانت ترفع المياه من النهر الى المصريين ، وذلك بعدما حدث صراع بينهم وبين الأتراك والبربر التابعين ايضاً للدولة الفاطمية .

مصر وإثيوبيا تاريخ من الصراع على مياه النيل

المصريين القدماء ألهة النيل

نهر النيل مثل للقدماء المصريين رمز للحياة ، وهو ما جعلهم يقدسونه ويتخذون من فيضانة وجفافة مخطط للتقويم المصري القديم ، وذلك عن طريق الإعتماد على مواسمة الثلاثة " الفيضان والزراعة والحصاد"، لاسيما وان موسم الفيضان كان يبدأ مع ظهور نجم الشعرى اليمنية (سيريوس) ، مما يعني بداية عام جديد ، فيما كان هناك الإلهان خنوم وحابي يسيطرون على نهر النيل نظراً للاهمية الكبيرة له عند القدماء المصريين.

الفراعنة وعلاقتهم بالكوشيين (الحبشة)

كان القدماء المصريين علاقتهم طيبه مع ممالك الجنوب والتي تمتد حتى منابع نهر النيل، ولكن سرعان ما كانت تلك العلاقة تتوتر ، وسرعان ما ترجع الى طبيعتها مره أخرى ، حتى ان الكوشيين عبدو سنوسرت الثالث احد فراعنة الدولة الوسطى ، وفاتح الكوش الى ان وصل للشلال الثالث .

كما ان التاريخ ذكر ان أحمس اول ملوك الأسرة الثمانية عشر ، عندما اشتبك مع الهكسوس قاموا الكوشيين بمساعدته حتى أنتصر ، لكنها سرعان ما كانوا يتمردو على الدولة المصرية، وهو ما ادى الى  تحتمس الثالث للكوشا، وانتصر عليهم واسند الحكم هناك الى امراء من النوبة .

الكوشيين يغزوا مصر في عهد الفراعنة

مع نهاية الاسرة الـ22 انشغلت مصر في الصراعات الداخلية ، في الوقت التي كانت فارضة سيطرتها على بلاد النوبة والكوشيين حتى الشلال الرابع ، ولكن ظهور فتن داخلية وإنشغال مصر في حروب مع أسيا، ادت الى إستغلال الكوشيين للإضرابات الداخلة وسيطرو على الصعيد  وذلك في اواخر الأسرة الثالثة والعشرون ، الى ان حكموا مصر كلها تزامناً مع زحف النوبة بقيادة بعنخي، لتكون بداية الأسرة 25 النوبية .

الخديوي إسماعيل وحلم السيطرة على جميع منافذ النيل

 قرر الخديوي إسماعيل في 11 اكتوبر عام 1857 ميلادياً ، غزو بلاد الحبشة من اجل السيطرة على نهر النيل وبناء مزارع قطن تابعه للدولة المصرية، وبالفعل تحرك 3000 جندي مصري بقيادة مجموعة من الامريكان والاوربيين، حيث إستطاعت القوات المصرية من فتح ميناء زيلع ، ثم استولت على إمارة هرر ، وكانو في طريقهم لميناء مصوع في شمال إثيوبيا ، ولكن إستنجاد الإمبراطور الحبشي يوحناس الرابع بالبريطانين ، قلب الكفة خاصة بعد إرسالهم خبراء عسكريين بمدافع حديثة ، ونشبت معركة بين الحبشة ومصر في 16 نوفمبر عام 1857 ، وسميت بمعركة "كوندت" ، وانتهت بهزيمة مصر وإستشهاد 2700 جندي مصري بعد ان استدرجتهم القوات الحبشية الى وادي ضيق وفتحوا النيران عليهم من اعلى الجبال .


وفي نهاية مقال، مصر وإثيوبيا حرب المياه الضائعة ، احب ان انوه ان مصر تعرضت للكثير من الضغوط سواء العسكرية او الدبلوماسية على مر تاريخها، ولكن بقيت مصر وتلاشى اعدائها، ولم يستطيع احد ان يجبر شعبها على الخنوع للواقع.