غزوة بدر الكبرى معركة اعطت للمسلمون هيبة في المنطقة وتحققت فيها نبؤة الرسول

غزوة بدر الكبرى

تعتبر غزوة بدر الكبرى، التي وقعت في شهر رمضان، الشهر المبارك الذي يعرف بالفتوحات والانتصارات، نقطة تحول مهمة في تاريخ الإسلام، حيث ان هذا الشهر الفضيل، تتجلى فيه القيم الإيمانية والمعاني الروحية التي تعزز من صبر المسلمين وتقوي عزيمتهم وتحفزهم على الإقدام بلا حدود، ومن بين الأحداث الجليلة التي شهدها بهذا الشهر، تبرز غزوة بدر الكبرى كأولى الغزوات التي حقق فيها المسلمون بقيادة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) انتصاراً مؤزراً على قوى الكفر والباطل من قريش.


تاريخ وموقع غزوة بدر

حدثت غزوة بدر في نهار يوم الاثنين، وبالتحديد يوم السابع عشر من شهر رمضان للعام الثاني للهجرة، وقد وقعت الغزوة في منطقة بدر، وهي نقطة استراتيجية على طريق القوافل بين مكة والشام، وتعد سوقاً تجارياً معروفاً بين مكة والمدينة تحت وادي الصفراء، ذلك السوق كان مشهوراً عند العرب قديماً.

لماذا حدثت غزوة بدر ؟

لماذا حدثت غزوة بدر ؟

عندما علم المسلمون بتحرك قافلة تجارية ضخمة تابعة لقريش وعائدة من الشام بقيادة أبي سفيان، فدعا النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه للخروج لاعتراض القافلة، متعجلاً بذلك دون انتظار جميع القوات (خرج كل من جاهز للقتال)، خشية فوات الفرصة، ولم يكن الهدف الأصلي مواجهة جيش قريش، بل الإستحواذ على القافلة.

خرج المسلمون بعدد يقارب الثلاثمائة واكثر قليلاً، معظمهم من الأنصار، اللي كان عددهم يفوق الـ240، ولم يكن معهم سوى فرسين وسبعون بعيراً، وعندما علم أبو سفيان بخروج المسلمين، غير مسار القافلة ليسلك بها طريق "الساحل"، وأرسل لاستنفار قريش، التي استجابت بحشد قواتها للدفاع عن مصالحها التجارية، فخرجوا عن بكرة ابيهم، حيث لم يتخلف منهم إلا قليلاً، لا سيما وان قريش كانت ترى ان ضرب قافلتها بمثابة، فقد الكرامة وتصغير لماكنتهم، بجانب ضرب إقتصادهم في مقتل، فخرج منهم نحو 1000 مقاتل، بالإضافة الى مائتا فرس.

التحضيرات قبل المعركة

وصل المسلمون إلى بدر قبل قريش، وبناءً على مشورة الحباب بن المنذر، قرر النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يجعل مصادر المياه خلف جيشه، وقبل بدء الغزوة، ظهرت خلافات بين صفوف قريش حول ما إذا كان يجب القتال أم لا، خاصة وان القافلة قد مرت دون إعتراض من المسلمون، لكن رأي أبي جهل بالقتال غلب في النهاية.


مجريات الغزوة وبداية المعركة

في صباح يوم المعركة، نظم النبي (صلى الله عليه وسلم) جيشه وبقي في قبة لإدارة المعركة، مكثراً من الدعاء لله، وبدأت المعركة بمبارزات فردية، حيث قتل حمزة وعلي (رضي الله عنهما) عتبة وشيبة، وبعد مبارزة متكافئة بين عبيدة والوليد، تدخل حمزة وعلي لقتل الوليد، وبعد هذه المبارزات، بدأ الهجوم العام، وأمر النبي (صلى الله عليه وسلم) برمي النبل على المشركين عند اقترابهم.

مجريات غزوة بدر وبداية المعركة

وواجه الجيشان بعضهم البعض، في معركة كبيرة، وامد الله سبحانه وتعالى المسلمون بالملائكة يوم المعركة، وقال تعالى :"إذ تستغيثون ربكم فٱستجاب لكم أني ممدكم بألف من ٱلملاۤئكة مردفين * وما جعله ٱلله إلا بشرىٰ ولتطمئن به قلوبكم وما ٱلنصر إلا من عند ٱلله إن ٱلله عزيز حكيم"،(الأنفال: 9-10)، وفي المعركة قتل من المشركين 70 رجلاً، اغلبهم من أهل بدر الذين اشار الى موتهم الرسول عليه الصلاة والسلام، بأسمائهم قبل المعركة، دون ان ينقص واحداً منهم، قتل ايضاً في تلك المعركة عدد من زعماء قريش، ابرزهم: أبو جهل، عمرو بن هشام، قتله معاذ بن عمرو ابن الجموح، ومعاذ بن عفراء وهما غلامان، وأجهز عليه عبد الله بن مسعود، وأمية بن خلف، قتله وابنه عليا بلال بن رباح، مع فريق من الأنصار وغيرهم.

كما اسر المسلمون 70 رجلاً من قريش، ناهيك عن فرار المشركين من امام المسلمون، تاركين الكثير من الغنائم وراءهم، بأرض المعركة، فيما تم دفن شهداء المسلمون وهم 14 شهيداً، من تلك اللحظة اصبح المسلمون اقوياء، وذاع سيطهم بين القبائل العربية، وتعززت مكانة الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة.